حكاية الأميرة ليلى والمرآة السحرية
في قديم الزمان، في مملكةٍ بعيدة تُدعى نور
السلام، كانت تعيش أميرةٌ شابة تُدعى ليلى. لم تكن أميرة ليلى أجمل فتيات المملكة
فقط، بل كانت تُعرف أيضًا بحسن أخلاقها، وتواضعها، ولين كلامها مع الجميع، من الخدم
في القصر إلى الفقراء في الطرقات. ذات يوم، أهداها والدها الملك مرآة سحرية قيل
إنها تظهر لمن ينظر فيها حقيقته الداخلية، لا مظهره الخارجي. نظر إليها الأميرات
والأمراء من حول المملكة، فظهر في المرآة غرور بعضهم، وطمع بعضهم الآخر، فابتعدوا
عنها خائفين من حقيقتهم. لكن عندما نظرت الأميرة ليلى في المرآة، أضاءت بنورٍ ناعم،
وظهرت فيها زهرة بيضاء متفتحة، ترمز إلى قلبها الطيب ونفسها النقية. سمع الناس في
المملكة عن هذه الحكاية، فصاروا يتوافدون لرؤية الأميرة، لا لجمالها، بل ليتعلموا
منها حسن الخلق والتواضع. كانت تبتسم في وجه من يخطئ، وتسامح من يسيء، وتنصح بلطف
دون أن تجرح، حتى لقبها الناس بـ أميرة القلوب. وفي أحد الأيام، وقعت المملكة في
أزمة، إذ أصابها جفاف شديد. لم يتردد النبلاء في ترك القصر إلى مناطق أخرى، أما
ليلى، فذهبت بنفسها تساعد الناس: توزع الطعام، تواسي الأطفال، وتسقي العجائز، رغم
حرّ الشمس وتعب الطريق. حين عاد المطر أخيرًا، قال الحكماء: "لم تأتِ الغيوم إلا
بعد أن عرفت الأرض معنى الطيبة والرحمة". كبرت ليلى، وصارت ملكة نور السلام،
فازدادت المملكة ازدهارًا، لأنها كانت تُبنى على الأخلاق، لا فقط على القصور. ومنذ
ذلك اليوم، أصبحت حكاية الأميرة ليلى تُروى للأطفال قبل النوم، ليعلموا أن الخلق
الحسن هو أجمل ما يلبسه الإنسان.
التسميات
حكايات