أساطير شائعة في التاريخ تم دحضها بالعلم الحديث

لطالما نسج البشر عبر العصور روايات وأساطير لشرح ما يعجزون عن فهمه، فصنعوا قصصًا متوارثة امتلأت بالعجائب والغرائب. ومع تقدم العلم وتطور أدوات البحث، بدأت كثير من هذه الأساطير تتهاوى واحدة تلو الأخرى، ليحل محلها فهم عقلاني ومنطقي للأحداث. في هذا المقال، نستعرض بعض أشهر هذه الأساطير التاريخية التي تم دحضها بالعلم الحديث:
1. الأرض مسطحة
لطالما راجت أسطورة أن البشر في العصور الوسطى كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة، وأن من يبحر بعيدًا قد يسقط من "حافتها". إلا أن الأبحاث التاريخية أثبتت أن العلماء منذ العصور اليونانية القديمة كانوا يعلمون أن الأرض كروية، وقدّر إراتوستينس محيطها بدقة مذهلة في القرن الثالث قبل الميلاد. هذه الأسطورة انتشرت في القرن 19 ضمن صراع بين الدين والعلم لتشويه صورة "الجهل" في القرون الوسطى.
2.
الفايكنج ارتدوا خوذات بقرون تُصوَّر شعوب الفايكنج في الأفلام والكتب دائمًا وهم يرتدون خوذات مزينة بقرون. إلا أن الأبحاث الأثرية لم تعثر على دليل واحد على استخدامهم لهذا النوع من الخوذات. في الواقع، هذا التصور نشأ في القرن 19، تحديدًا في الأوبرا الرومانسية، وكان جزءًا من الزخرفة المسرحية وليس الواقع التاريخي.
3. نابليون كان قصير القامة
يُشاع أن نابليون بونابرت عانى من قصر القامة، بل أصبح هذا الوصف مرتبطًا بعقدة نقص سُميت "عقدة نابليون". لكن الوثائق التاريخية تشير إلى أن طوله كان حوالي 1.69 مترًا، وهو متوسط الطول للرجال الفرنسيين في زمنه. الخطأ في القياس ناتج عن اختلاف وحدات القياس الفرنسية والإنجليزية، وليس عن واقع قصر القامة.
4. استخدام الأهرامات لتخزين الحبوب
انتشرت هذه النظرية من تفسيرات غير علمية لبعض الشخصيات في القرون الماضية، مفادها أن الأهرامات المصرية بنيت لتخزين الحبوب في زمن النبي يوسف عليه السلام. إلا أن الأدلة الأثرية والنقوش الجدارية والمقابر تؤكد أن الأهرامات كانت مقابر ملكية مصممة لتخليد الفراعنة، وتُعد من أعظم إنجازات العمارة الجنائزية في التاريخ.
5. العصور الوسطى كانت مظلمة بالكامل
يُطلق على العصور الوسطى في أوروبا اسم "العصور المظلمة"، وكأنها فترة توقف فيها كل تقدم بشري. لكن المؤرخين الحديثين يرون أن هذه التسمية فيها الكثير من التبسيط المجحف. فقد شهدت هذه الفترة تطورًا في الفلسفة، الزراعة، العمارة القوطية، والتعليم الكنسي، ووضعت أسسًا لما سيعرف لاحقًا بعصر النهضة.
6. كولومبوس "اكتشف" أن الأرض كروية
الحقيقة أن الأرض كانت معروفة بكرويتها قبل كولومبوس بقرون، كما ذكرنا سابقًا. ما قام به كولومبوس هو الإبحار غربًا للوصول إلى آسيا، لكنه اصطدم بقارة لم تكن معروفة للأوروبيين حينها. الإشكال لم يكن في شكل الأرض، بل في حجمها وتقدير المسافات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال