حكاية: بيضة فوق الغيمة

في صباحٍ هادئ في مزرعة بعيدة، وضعت دجاجة تُدعى "سوسو" بيضة ذهبية لامعة. لم تكن مثل أي بيضة، بل كانت تلمع كالشمس، وخفيفة كنسمة هواء. وعندما اقتربت سوسو منها، همست البيضة: "أمي، أريد أن أطير!" تعجبت سوسو وقالت: "لكن البيض لا يطير يا صغيرتي، بل يبقى في العش حتى يفقس!" لكن البيضة كانت مصمّمة. وفي الليل، حين كانت النجوم تلمع، هبّت ريح ناعمة ورفعت البيضة إلى الأعلى… فوق الأشجار… ثم فوق التلال… حتى استقرت على غيمة ناعمة بيضاء! استيقظت البيضة في عالم جديد: غيمات على شكل خيول، ونجوم تتدلّى مثل المصابيح، وطير كبير اسمه "هُدهُد الغيم" قال لها: "مرحبًا أيتها البيضة المسافرة، ماذا تفعلين هنا؟" قالت: "أريد أن أرى العالم من فوق، قبل أن أفقس!" ضحك الهدهد وقال: "إذًا، تعالي معنا. سنريك مغامرات الغيوم!" وهكذا طافت البيضة على ظهر الهدهد، ورأت: أسوداً تلعب فوق جبال من الحلوى أنهاراً تسيل بالحليب والعسل أطفالاً ينامون ويحلمون، فتخرج أحلامهم كفقاعات تضيء الليل لكن بعد كل هذا، بدأت البيضة تشعر بشيء غريب… حرارة في الداخل… اهتزاز خفيف… فقال لها الهدهد: "حان وقتك لتفقسي… الحياة تنتظرك!" فقالت البيضة: "أريد أن أرجع إلى أمي!" حملها الهدهد وعاد بها إلى المزرعة، ووضعها بلطف في العش، حيث كانت سوسو تنتظر ودموع الفرح في عينيها. وفي الصباح، فقست البيضة… وخرج كتكوت صغير، أصفر ولامع، وله ريش ناعم كالسحاب. قالت له أمه: "أهلاً بك، أيها الطائر الحالم."

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال