🏞️ ليلى والجبال السحرية

في قرية صغيرة تحيط بها الأشجار والجبال، عاشت فتاة اسمها ليلى. كانت ليلى ذكية وشجاعة، تحب سماع القصص عن الأماكن البعيدة، وتحلم دائمًا بأن ترى العالم خارج قريتها. ذات يوم، بينما كانت تتجوّل في الغابة، وجدت خريطة قديمة بين جذور شجرة ضخمة. كانت الخريطة مرسومة يدويًا، وفيها طريق يؤدي إلى "الجبال السحرية"، التي يُقال إن من يصل إليها يُمنح أمنية واحدة. عادَت ليلى مسرعة إلى بيت جدّتها وقالت: – "جدتي! وجدت خريطة! سأذهب للجبال السحرية!" قالت الجدة بلطف: – "لكنها طريق صعبة، يا ليلى. تحتاجين إلى الشجاعة والذكاء." ابتسمت ليلى وقالت: – "أنا مستعدة!"
🐻 المرحلة الأولى: وادي الدببة بدأت ليلى رحلتها، وسارت حتى وصلت إلى وادي الدببة. هناك وجدت دُبًا ضخمًا يجلس حزينًا. قالت ليلى: – "ما بك أيها الدب؟" أجاب: – "لقد ضاعت عائلتي، ولا أستطيع النوم وحدي." فكرت ليلى قليلاً، ثم أعطته لحافها الصغير وقالت: – "خذه وابقَ دافئًا، سأساعدك لاحقًا." شكرها الدب، ودلّها على الطريق الآمن نحو الجبال. 🐦 المرحلة الثانية: جسر الطيور واصلت ليلى السير حتى وصلت إلى وادي الرياح، حيث لا يمكن عبوره إلا بالطيران. هناك قابلت طائرًا جريحًا على الأرض. قال الطائر: – "أجنحتي مكسورة، ولا أستطيع الطيران." فجرت ليلى دمعة، ثم ضمّدت جناحيه بورق الأشجار وربطتهما بخيوط من شعرها. بعد ساعات، طار الطائر وقال: – "شكراً لك، سأكافئك!" فجاء مع سرب من الطيور، وصنعوا من أجسادهم جسرًا طائرًا عبرت عليه ليلى بأمان.
🏔️ المرحلة الأخيرة: الجبل السحري أخيرًا وصلت ليلى إلى الجبال السحرية. كانت القمم تتلألأ، والهواء باردًا، وكل شيء يلمع بلون أزرق فضي. في قمة الجبل، وقفت أمامها شجرة الأمنيات، وقالت: – "لكِ أمنية واحدة يا ليلى، ماذا تختارين؟" فكرت ليلى كثيرًا، ثم قالت: – "أريد أن تعود عائلة الدب إليه، وأن يُشفى جناح الطائر." ابتسمت الشجرة، وقالت: – "طلبتِ من أجل غيرك، لذلك لك أمنية ثالثة: ما تحلمين به أنتِ." فقالت ليلى: – "أحلم بأن أرى العالم، وأسافر بأمان، وأتعلم الكثير." وهكذا، منحتها الشجرة كتابًا سحريًا، كلما قرأته، نقلها إلى مكان جديد حول العالم. 🏡 العودة إلى القرية عادت ليلى إلى قريتها، وأصبحت تحكي القصص التي عاشت تفاصيلها لكل الأطفال، وعلّمتهم أن الشجاعة الحقيقية تعني أن تفكّر بالآخرين، وأن الخير يعود لمن يقدّمه. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى تُعرف في القرية بـ"ليلى حكيمة القلوب".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال